اجْتِهَادًا وصبرا على الطَّاعَة، وَملكه مدافعة دَاعِيَة مُخَالفَة الْحُدُود الشَّرْعِيَّة تهاونا لَهَا أَو ميلًا إِلَى أضدادها تسمى تقوى وَقد تطلق التَّقْوَى على جَمِيع مقامات اللطائف الثَّلَاث بل على أَعمال تنبعث مِنْهَا أَيْضا، وعَلى هَذَا الِاسْتِعْمَال الْأَخير قَوْله تَعَالَى:
{هدى لِلْمُتقين الَّذين يُؤمنُونَ بِالْغَيْبِ} .
وملكة مدافعة دَاعِيَة الْحِرْص تسمى قناعة، وملكة مدافعة دَاعِيَة العجلة تسمى تأنيا، وملكة مدافعة دَاعِيَة الْغَضَب تسمى حلما، وَهَذِه مستقرها الْقلب، وملكة مدافعة دَاعِيَة شَهْوَة الْفرج تسمى عفة، وملكة مدافعة دَاعِيَة التشدق وَالْبذَاء تسمى صمتا وعيا، وملكة مدافعة دَاعِيَة الْغَلَبَة والظهور تسمى خمولا، وملكة مدافعة دَاعِيَة التلون فِي الْحبّ والبغض وَغَيرهمَا تسمى استقامة ووراء ذَلِك دواع كَثِيرَة لمدافعتها أسام، ومبحث كل ذَلِك فِي الْأَخْلَاق من هَذَا الْكتاب إِن شَاءَ الله تَعَالَى.