البنا يؤكد:

إليك أسوق - أخي القارئ - كلمة للإمام المجدد حسن البنا - رحمه الله - و التي كانت جزءاً من درسه الأسبوعي المعروف بـ (حديث الثلاثاء) يؤكد فيها على هذا المعنى فيقول:

أيها الأخوة الفضلاء: أحييكم بتحية الإسلام، تحية من عند الله مباركة طيبة، فسلام الله عليكم و رحمته و بركاته:

في هذه الليلة التي تجاوز ختام شعبان نختم هذه السلسلة من الأحاديث حول نظرات في القرآن - كتاب الله تبارك و تعالى - و إن شاء الله في العشر الأول من شوال نعود إليها، و نستفتح بذلك موسماً جديداً من مواسم المحاضرات، و سيكون موضوعها إن شاء الله (نظرات في السيرة النبوية و التاريخ الإسلامي)

هذا أيها الإخوان و رمضان شهر شعور و روحانية و توجُّه إلى الله، و أنا أحفظ فيما حفظت أن السلف الصالح كانوا إذا أقبل رمضان ودَّع بعضهم بعضاً حتى يلتقوا في صلاة العيد، و كان شعورهم: هذا شهر العبادة و شهر الصيام و القيام، فنريد أن نخلو فيه لربنا، و الحقيقة أيها الإخوان، إني حاولت أن أوجد فرصة نقضي فيها حديث الثلاثاء في رمضان فلم أجد الوقت الملائم، فإذا كنا قد قضينا معظم العام في نظرات في القرآن فأنا أحب أن نقضي رمضان في تطبيق هذه النظرات ..

أيها الإخوان:

لقد تحدثنا طويلاً عن عاطفة الحب و التآخي التي ألف الله بها بين قلوبنا، و التي كان من أبرز آثارها هذا الاجتماع على الله، وإذا كنا سنُحرم هذا اللقاء أربعة أسابيع أو اكثر فليس معنى هذا أن تخمد العاطفة أو تخبو، أو ننسى أبداً ما كانت تفيض به قلوبنا و مشاعرنا في هذا المجلس الطيب من أسمى معاني العزة و التآخي في الله، بل أنا أعتقد أنها ستظل متمثلة و مشتعلة في نفوسنا حتى نحظى بلقاء كريم بعد هذه الإجازة إن شاء الله، فإذا جاء أحدكم يصلي العشاء ليلة الأربعاء لي رجاء أن يدعو لإخوانه بالخير، فلا تنسوا هذا، ثم أحب أن تتذكروا أننا إذا كانت عاطفتنا ستتعطّش إلى هذا اللقاء خلال هذه الأسابيع، فأحب أن تعلموا بأنها ستروى من معين أفضل و أكمل و أعلى، و هو الاتصال بالله تبارك و تعالى، و هو خير ما يتمناه مؤمن لنفسه في الدنيا و الآخرة ... ) (?)

وفي الختام نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بهذا الشهر الكريم وأن نكون ممن غفر لهم وأعتقهم من النار، والحمد لله رب العالمين.

وصلِّ اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015