كيف ضاعت الأندلس؟
فنأخذ من الضياع كيف نتوقَّى الضياع.
ونأخذ من الضياع كيف نسترد ما ضاع.
والله المستعان وعليه التكلان, ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.
أولًا: الأندلس قبل الضياع
قبل الضياع فترتان لا بُدَّ من الإشارة لهما:
فترة ما قبل الفتح الإسلامي.
ثم فترة ما بعد الفتح الإسلامي.
ففي الإشارة إليهما عبرة لأولى الألباب.
- الأندلس قبل الفتح الإسلامي:
شبه جزيرة الأندلس "أسبانيا والبرتغال الآن" تقع في الجنوب الغربي من أوربا, وتحيط بها مياه المحيط من غربها, ومياه الأبيض المتوسط من جنوبها وشرقها, ويفصلها عن المغرب الإسلامي مضيق جبل طارق, وتتحصن بالجبال في أماكن عديدة.
وهي بعد موقعها تتميّز بجمال طبيعتها, وباعتدال جوها, وبخصب أرضها.
وقد كانت القرون الوسطى -قبل الفتح الإسلامي- تغرق في ظلمات الجهل والاستبداد، والفوارق الاجتماعية، وتحكُّم الإقطاع والكنيسة, ولنعلم إلى أي حدٍّ انحطَّت الكنيسة، لنا أن نعلم بعد الذي سقناه أنها كانت تحرّم الاغتسال والتطهير، ويعتبرون قذارة البدن تسير طرديًّا مع طهارة الروح، حتى ليفخر أحد رهبانهم بأنه لم يرتبك إثم غسل الرجلين طوال العمر, وحتى ليتندر آخر بأنه كانوا يعدون غسل الوجه حرامًا, حتى جاء الفتح الإسلامي فصاروا يدخلون الحمامات.