ولسنا في مقام تحليل أسباب السقوط، فلذلك مكانه1, ولكنَّا في مقام بيان أثر غيبة الخلافة في واقعنا السياسي.
لقد غابت -أولًا- الدولة الحاكمة بشرع الله.
وغابت -ثانيًا- الدولة التي تظل المسلمين وتجمع شملهم في وحدة حقة قائمة على وحدة العقيدة.
وغابت -ثالثًا- الدولة التي كانت ترهب عدو الله وعدوهم، وكانت القوى العالمية تحسب له ألف حسابٍ, حتى بعد ضعفها ومرضها.
وغابت -أخيرًا- الدولة التي عرف اليهود وتأكَّدوا أنه لا سبيل لهم إلى فلسطين إلّا بتحطيمها، وهو ما صرَّح به سرجي نيلوس العالم الروسي الذي نشر البروتوكولات.
صرَّح به قبل قيامها بحوالي خمسين سنة, حين قال: إن الأفعى اليهودية لا بُدَّ أن تمرَّ بالآستانة في طريقها إلى فلسطين.