بعد قليل. ورحل الاستعمار الإنجليزي عن أرض مصر سنة 1956 بعد أكثر من سبعين عامًا من الاحتلال العسكري المصحوب بحرب العقيدة والفكر في مصر.
صناعة الانقلاب العسكري والخط اليهودي النصراني:
لم يعد خافيًا بعد ما نشر من كتابات رجال المخابرات الأمريكية المركزية, ومن الوثائق الأخرى التي صدَّقتها الأحداث1, وبعد ما شهد به رجال ثقات نثق في أمانتهم وصدقهم3، لم يعد خافيًا أن الانقلاب العسكري الذي تَمَّ في مصر سنة 1952 كان انقلابًا لصالح اليهود والنصارى في مصر.
وبيان ذلك: إن اليهود أدركوا منذ قدموا أرض فلسطين أنَّ الخطر الأكبر عليهم هو من أكبر قوة في المنطقة.. قوة الشعب المصري الملاصق لأرض فلسطين، فلو استطاعوا أن يخضعوا هذا الشعب وأن يطوعوه للنفوذ اليهودي؛ لتخلَّصوا بذلك من أكبر خطر على وجودهم في فلسطين.
وتأكَّد الخط اليهودي في الانقلاب المصري بأكثر من دليل:
1- ما صرَّح به اللواء معروف الحضري -رحمة الله- من أنه شاهد جمال عبد الناصر يخرج من خطوط الحصار في الفالوجة -أكثر من مرة في منتصف الليل؛ ليدلف في سيارة يهودية داخل الخطوط اليهودية؛
ليجتمع مع اليهود بغير علم قيادته، ثم يعود مع خيوط الفجر.
3- ما احتفظ به اللواء معروف الحضري -رحمه الله- من مستند بخطِّ جمال عبد الناصر كان قد وجَّهه إليه أثناء أسر الحضري يطلب فيه التعاون