فإن الالتفات إنما هو فى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ والباقى جار على أسلوبه. ومن زعم أن فى مثل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا* التفاتا- والقياس: آمنتم- فقد سها؛ على ما يشهد به كتب النحو (وهذا) أى: الالتفات بتفسير الجمهور ...

===

أتى على أسلوبه كما قال الشارح

(قوله: فإن الالتفات إنما هو فى إِيَّاكَ نَعْبُدُ) أى: لأنه انتقل من التعبير عن معنى بالغيبة وهو مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إلى الخطاب فى قوله إِيَّاكَ نَعْبُدُ وأما قوله: وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فليس فيه التفات؛ لأنه انتقال من خطاب وهو إِيَّاكَ نَعْبُدُ إلى خطاب آخر وهو وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فكل واحد من قوله: وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وإهدنا وأنعمت إذا نظرت له مع قوله مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يصدق عليه أنه انتقال من طريق إلى طريق آخر لكنه ليس على خلاف مقتضى الظاهر بل جار على مقتضى الظاهر لأنه لما التفت للخطاب صار الأسلوب له فهو خارج بهذا القيد وإن دخل فى كلام المصنف

(قوله: والباقى جار على أسلوبه) أى: على طريقة إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإن صدق عليه أن تعبير عن معنى بطريق بعد التعبير عنه بطريق آخر لكن ليس على خلاف مقتضى الظاهر؛ لأنه لما التفت للخطاب صار الأسلوب له

(قوله: التفاتا) أى: لأن الذين هو المنادى فى الحقيقة فهو مخاطب والمناسب له آمنتم

(قوله: على ما يشهد به كتب النحو) أى: من أن عائد الموصول قياسه أن يكون بلفظ الغيبة؛ لأن الموصول اسم ظاهر فهو من قبيل الغيبة وإن عرض له الخطاب بسبب النداء وحينئذ فآمنوا جار على مقتضى الظاهر كما أن حق الكلام بعد تمام المنادى أن يكون بطريق الخطاب نحو يا زيد قم ويا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ (?) وأما قبل تمامه فحقه الغيبة والصلة متممة للمنادى الذى هو الموصول فهى كالجزء منه فلا يراعى فى الكلام حكم الخطاب العارض بالنداء إلا بعد تمامه ولا يرد قول الشاعر وهو سيدنا على:

أنا الذى سمّتنى أمّى حيدره ... أكيلكم بالسيف كيل السّندره (?)

لأنه قبيح كما فى المطول لكن فى المغنى فى بحث الأشياء التى تحتاج إلى رابط أن نحو أنت الذى فعلت مقيس لكنه قليل. اهـ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015