ونصلى على نبيك محمد المؤيد دلائل إعجازه ...
===
كلجين الماء، وليس فى الكلام استعارة. وبين المثانى والمعانى من المحسنات البديعية الجناس اللاحق؛ لاختلافهما بحرفين متباعدين فى المخرج.
(قوله: ونصلى .. إلخ) (?) لعله لم يأت بالسلام خطّا اكتفاء بإثباته له لفظا، فلا يقال إنّ إفراد الصلاة عن السّلام مكروه، أو إنه ترجح عنده القول بعدم كراهة الإفراد.
(قوله: على نبيك) بالهمز مأخوذ من" النبأ"، وهو الخبر؛ لأنه مخبر عن الله بما بلغه الملك من الأحكام، أو لإخباره الناس بأنه نبى فيحترم. وبدون همز من" النبوة" وهى الرفعة؛ لارتفاع رتبته. وإنما لم يقل: على رسولك، مع أن الرسالة أشرف؛ لأن الوصف بالنبوة أشهر استعمالا.
(قوله: محمد) بدل أو عطف بيان من" نبيك".
(قوله: المؤيد) من التأييد، وهو التقوية، وهو نعت لمحمد لا لنبي؛ لئلا يلزم تقديم غير النعت من التوابع عليه.
(قوله: دلائل) جمع دليل على غير قياس كوصيد ووصائد؛ لأن شرط جمع فعيل على فعائل أن يكون مؤنثا كسعيد اسم امرأة، والأولى أن تكون جمع دلالة بمعنى دليل ولا شذوذ ولا شىء، قال فى" الخلاصة" (?):
وبفعائل اجمعن فعاله ... وشبهه ذا تاء أو مزاله
ثم إن دليل الشيء ما يؤدى إلى معرفته، وحينئذ فدلائل إعجازه- عليه الصلاة والسّلام- المعجزات التى يعرف بها إعجازه- عليه السّلام- لمعارضيه عن المعارضة بالإتيان بمثل ما أتى به، واعترض بأن المعجزات (?) إنما يعرف بها صدقه- عليه الصلاة والسّلام- لأنه المقصود من الإتيان بها لا الإعجاز الذى هو إثبات عجز الغير، وحينئذ فالأولى للشارح أن يقول: المؤيد دلائل صدقه إلخ، وأجيب بأن الإعجاز فى الأصل إثبات