على عامله المصدر أو ما بين مفعول تذكرت ومجر بدل منه والمعنى أنهم كانوا نزولا بين هذين الموضعين وكانوا يجرون الرماح عند مطاردة الفرسان ويسابقون على الخيل فالشاعر الثانى أراد بالعذيب تصغير العذب يعنى شفة الحبيبة وببارق ثغرها الشبيه بالبرق وبما بينهما ريقها وهذا تورية، وشبه تبختر قدها بتمايل الرمح وتتابع دموعه بجريان الخيل السوابق.

(ولا يضر) فى التضمين (التغيير اليسير) ...

===

صلتها، والحاصل أن ما فى قوله ما بين العذيب يصح أن تكون موصولة مفعولا لتذكرت وصلتها الظرف بعدها أى: تذكرت الذى استقر بين العذيب وبارق، وعلى هذا فمجر ومجرى بدلان من ما الواقعة مفعولا، وحينئذ يكون المراد بالمجر والمجرى المكان أو المصدر الذى هو جر الرماح وإجراء الخيل، ويصح أن يكون مفعول تذكرت مجرّ ومجرى وبين ظرف لتذكرت أو لمجر ومجرى قدم عليهما لكونه ظرفا، وما: زائدة على الوجهين

(قوله: على عامله المصدر) أى: لأن مجرّ معناه الجر ومجرى معناه الإجراء

(قوله: والمعنى) أن معنى البيت الأصلى الذى هو بيت أبى الطيب (وقوله: أنهم) أى: القائل وقومه

(قوله: بين هذين الموضعين) أى: العذيب وبارق

(قوله: وكانوا يجرون الرماح ويسابقون على الخيل) الأول إشارة لمعنى قوله: مجرّ عوالينا؛ لأن العوالى الرماح، والثانى إشارة لمعنى قوله:

ومجرى السوابق (وقوله: عند مطاردة الفرسان) أى: طرد بعضهم بعضا

(قوله: فالشاعر الثانى أراد إلخ) أى: فقد زاد على أبى الطيب بهذه التورية والتشبيه

(قوله: ثغرها) أى: أسنانها (وقوله: الشبيه بالبرق) أى: فى لمعانه وليس القصد التشبيه، بل التورية فقط

(قوله: وهذا تورية) أى: لأن المعنى القريب للعذيب وبارق الموضوعان، وكذلك المعنى القريب لما بينهما وهو جر الرماح والتسابق على الخيل بين هذين الموضعين، فذكر هذه الألفاظ الثلاثة، وأراد من كل منها المعنى البعيد هو ما ذكره الشارح بقوله: يعنى شفة الحبيبة

(قوله: وشبه تبختر إلخ) أى: تشبيها ضمنيا لا صريحا، والحاصل أن الشاعر الثانى زاد على أبى الطيب بالتورية فى ثلاثة مواضع وبالتشبيه الضمنى

(قوله: ولا يضر فى التضمين التغيير اليسير) وأما التغيير الكثير فإنه يخرج به

طور بواسطة نورين ميديا © 2015