لأن الإيمان يطهر النفوس) فيكون آمنا مشتملا على تطهير الله لنفوس المؤمنين، ودالّا عليه فيكون صِبْغَةَ اللَّهِ بمعنى: تطهير الله مؤكدا لمضمون قوله: آمَنَّا بِاللَّهِ ثم أشار إلى وقوع تطهير الله فى صحبة ما يعبر عنه بالصبغ تقديرا قوله: (والأصل فيه) أى: فى هذا المعنى- وهو ذكر التطهير بلفظ الصبغ (أن النصارى كانوا يغمسون أولادهم فى ماء أصفر يسمونه: المعمودية، ...

===

إلى الله تفسير لصبغة الله ولم يقدمه على

(قوله: مؤكد) لئلا يكون فيه فصل بين الصفة والموصوف، ثم إن إطلاق مادة الصبغ على التطهير من الكفر مجاز بالاستعارة؛ لأنه شبه التطهير من الكفر بالإيمان بصبغ المغموس فى الصبغ الحسى بجامع ظهور أثر كل منهما على ظاهر صاحبه فيظهر أثر التطهير على المؤمن حسّا ومعنى بالعمل الصالح والأخلاق الطيبة كما يظهر أثر الصبغ على صاحبه، ولا ينافى ذلك كونه مشاكلة- ا. هـ يعقوبى.

(قوله: لأن الإيمان إلخ) علة لمؤكد

(قوله: مشتملا على تطهير الله إلخ) أى: من اشتمال الملزوم على لازمه

(قوله: لمضمون) أى: لما تضمنه قوله آمنا بالله وهو الفعل الذى قدرناه

(قوله: ثم أشار إلى وقوع إلخ) أى: ثم أشار إلى وجه وقوع التطهير المعبر عنه بصبغة الله فى صحبة ما يعبر عنه أى: المعنى الذى يعبر عنه بلفظ الصبغ وهو الغمس فقال: والأصل فيه إلخ، ولو قال المصنف بدل قوله: والأصل فيه، وبيان ذلك أى: وبيان المشاكلة فى هذه الآية كان أظهر

(قوله: تقديرا) أى: وقوعا مقدرا

(قوله: يغمسون) أى: يدخلون أولادهم فهذا الغمس يستحق أن يقال له صبغة؛ لأن الماء الأصفر شأنه أن يغير لون ما أدخل فيه إلا أنه لم يذكر ذلك اللفظ دالّا على ذلك المعنى فى الآية إلا أننا نفرض أنه وجد ذلك اللفظ دالّا على هذا المعنى

(قوله: فى ماء أصفر) أى: بشىء يجعلونه فيه كالزعفران يوكل بذلك القسيس منهم ويضع فيه الملح لئلا يتغير بطول الزمان فتغتر عامتهم بعدم التغير، ويقولون: إن ذلك بركة القسيس كما يغترون بإظهاره الزهد فجعلوا استغفاره موجبا للمغفرة وفوضوا إليه أمر النساء فيباشر أسرارهن إن شاء وهم راضون بذلك

(قوله: يسمونه) أى ذلك الماء المعمودية اسم للماء الذى غسل به عيسى- عليه السّلام- ثالث ولادته، ثم إنهم مزجوه بماء آخر، فكلما أخذوا منه شيئا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015