(تحقيقا، أو تقديرا) أى: وقوعا محققا، أو مقدرا (فالأول نحو قوله: قالوا اقترح شيئا) من: اقترحت عليه شيئا: إذا سألته إياه من غير روية وطلبته على سبيل التكليف والتحكم، وجعله من: اقترح الشىء: ابتدعه- غير مناسب- على ما لا يخفى- (نجد) مجزوم على أنه جواب الأمر من الإجادة؛ وهى تحسين الشىء (لك طبخه ... قلت اطبخوا لى جبّة وقميصا) أى: خيطوا، وذكر خياطة الجبة بلفظ الطبخ لوقوعها فى صحبة طبخ الطعام (ونحو: تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ (?)) ...
===
المجاز والحقيقة والمجاز والكناية أقسام للكلمة إذا كان المقصود استعمال الكلمة فى المعنى، وأما إذا كان المقصود نقل المعنى من لفظ للفظ آخر فهو ليس شيئا منها- انتهى.
(قوله: تحقيقا) أى: بأن ذكر ذلك الشىء عند ذكر الغير (وقوله: أو تقديرا) أى: بأن ذكر الشىء عند حضور معنى الغير فيكون اللفظ الدالّ على الغير مقدرا والمقدر كالمذكور
(قوله: أى وقوعا) دفع به ما يوهم أن قوله تحقيقا راجع للذكر.
(قوله: فالأول) أى: فالقسم الأول من المشاكلة وهو ذكر الشىء بلفظ غيره لوقوعه فى صحبته وقوعا محققا
(قوله: إذا سألته) أى: تقول ذلك إذا سألته إلخ (وقوله:
من غير روية) أى: تأمل فى حال المسئول (وقوله: وطلبته إلخ) تفسير (وقوله: على سبيل التكليف) أى: الإلزام
(قوله: والتحكم) أى: الإلزام تفسير، وحينئذ فالمعنى اطلب ما شئت من المطبوخ طلبا إلزاميّا
(قوله: ابتدعه) أى: حصله وأوجده أولا ومنه اقترح الكلام أى:
ابتدعه وابتكره على غير مثال
(قوله: غير مناسب) خبر عن قوله وجعله، وإنما كان غير مناسب؛ لأنه ينافيه قوله بعد: نجد لك طبخه أى: نحسن لك طبخ ذلك المسئول؛ وذلك لأنه على تقدير أن يكون اقترح مأخوذا من اقترح الشىء ابتدعه يصير المعنى ابتدع شيئا من الأطعمة المطبوخة وأوجده؛ نجد لك طبخه، ولا معنى لإيجاد المطبوخ ليطبخ وإن حمل على أن المعنى أوجد أصله ليطبخ نافاه السياق أيضا؛ لأن المراد: اطلب ما تريد من الأطعمة المطبوخة تعطاه، وليس المراد ائتنا بطعام نطبخه لك- قاله ابن يعقوب.
(قوله: نجد) بضم النون وكسر الجيم مضارع متكلم
(قوله: خيطوا) بكسر الخاء المعجمة وسكون الياء التحتية
(قوله: ونحوه) أى: نحو هذا المثال فى كونه مشاكلة