وقال تعالى: {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ} ومن رفع خضرا أجراه صفة للثياب وهو الأقيس من وجوه:
أحدها: المطابقة بينهما في الجمع
الثاني: موافقته لقوله تعالى: {وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً}
الثالث: تخلصه من وصف المفرد بالجمع ومن جر أجراه صفة للسندس على إرادة الجنس كما يقال أهلك الناس الدينار الصفر والدرهم البيض وتترجح القراءة الأولى بوجه رابع أيضا وهو أن العرب تجيء بالجمع الذي هو في لفظ الواحد فيحرونه مجرى الواحد كقوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارا} وكقوله {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} فإذا كانوا قد أفردوا صفات هذا النوع من الجمع فإفراد صفة الواحد وإن كان في معنى الجمع أولى.
وفي إستبرق قراءتان الرفع عطفا على ثياب والجر عطفا على سندس وتأمل كيف جمع لهم بين نوعي الزينة الظاهرة من اللباس والحلي كما جمع لهم بين الظاهرة والباطنة كما تقدم قريبا فحمل البواطن بالشراب الطهور والسواعد بالأساور والأبدان بثياب الحرير وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأنهار يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} واختلفوا في جر لؤلؤ ونصبه فمن نصبه ففيه وجهان:
أحدهما: أنه عطف على موضع قوله: {مِنْ أَسَاوِرَ}