أحدها: قوله: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} وفيه قولان أحدهما أنه جمع فنن وهو الغصن والثاني أنه جمع فن وهو الصنف أي ذواتا أصناف شتى من الفواكه وغيرها ولم يذكر ذلك في اللتين بعدهما
الثاني قوله: {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} وفي الآخريين فيهما عينان نضاختان والنضاخة هي الفوارة والجارية السارحة وهي أحسن من الفوارة فإنها تضمن الفوران والجريان. الثالث: أنه قال {فيهما من كل فاكهة زوجان} وفي الآخريين {فيهما فاكهة ونخل ورمان} ولا ريب أن وصف الأوليين أكمل واختلف في هذين الزوجين بعد الاتفاق على أنهما صنفان فقالت: طائفة الزوجان الرطب واليابس الذي لا يقصر في فضله وجودته عن الرطب وهو متمتع به كما متمتع باليابس وفيه نظر لا يخفى وقالت: طائفة الزوجان صنف معروف وصنف من شكله غريب وقالت: طائفة نوعان ولم تزد والظاهر والله أعلم أنه الحلو والحامض والأبيض والأحمر وذلك لأن اختلاف أصناف الفاكهة أعجب وأشهى وألذ للعين والفم
الرابع: أنه قال {متكئين على فرش بطائنها من استبرق} وهذا تنبية على فضل الظهائر وخطرها وفي الأخريين قال {متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان} وفسر الرفرف بالمحابس والبسط وفسر بالفرش وفسر بالمحابس فوقها وعلى كل قول فلم يصفه بما وصف به فرش الجنتين الأوليين
الخامس: أنه قال {وجنى الجنتين دان} أي قريب وسهل يتناولونه كيف شاؤا ولم يذكر ذلك في الآخريين