وَعَظَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَصْحَابَهُ يَوْمَاً فَقَال: «إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنَاً، يَكْثُرُ فِيهَا المَال، وَيُفْتَحُ فِيهَا القُرْآن؛ حَتىَّ يَأْخُذَهُ المُؤْمِنُ وَالمُنَافِق، وَالرَّجُلُ وَالمَرْأَة، وَالصَّغِيرُ وَالكَبِير، وَالعَبْدُ وَالحُرّ، فَيُوشِكُ قَائِلٌ أَنْ يَقُول: مَا لِلنَّاسِ لاَ يَتَّبِعُونَني وَقَدْ قَرَأْتُ القُرْآن 00؟
مَا هُمْ بِمُتَّبِعِيَّ حَتىَّ أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَه، فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِع؛ فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلاَلَة، وَأُحَذِّرُكُمْ زَيْغَةَ الحَكِيم، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الضَّلاَلَةِ عَلَى لِسَانِ الحَكِيم، وَقَدْ يَقُولُ المُنَافِقُ كَلِمَةَ الحَقّ، قَالَ أَحَدُ جُلَسَائِهِ: مَا يُدْرِيني رَحِمَكَ اللهُ أَنَّ الحَكِيمَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الضَّلاَلَة، وَأَنَّ المُنَافِقَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الحَقّ 00؟
قَالَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: «بَلَى، اجْتَنِبْ مِنْ كَلاَمِ الحَكِيمِ المُشْتَهِرَات: الَّتي يُقَالُ لَهَا: مَا هَذِهِ؟! وَلاَ يُثْنِيَنَّكَ ذَلِكَ عَنهُ، فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يُرَاجِع، وَتَلَقَّ الحَقَّ إِذَا سَمِعْتَهُ؛ فَإِنَّ عَلَى الحَقِّ نُورَاً» 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانيُّ في سُنَنِ الإِمَامِ أَبي دَاوُدَ بِرَقْم: 4611]