والعزل في أقاصي البلاد، فكانوا يعزلون العمال، يولون الآخر، في الأندلس، وفي السند، وفي خراسان، وفي إرمينية، وفي اليمن، فما بين هذه البلاد.
وانتقل الأمر إلى بني العباس بن عبد المطلب رضوان الله عليه.
وكانت دولتهم أعجيمة، سقطت فيها دولوين العرب، وغلب عجم خراسان على المر، وعاد الأمر ملكاً عضوضاً محصصاً كسروياً، إلا أنهم لم يعلنوا بسب أحد من الصحابة، رضوان الله عليهم، بخلاف ما كان بنو أمية يستعملون من لعن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، ولعن بنيه الطاهرين بني الزهراء؛ وكلهم كان على هذا حاشا عمر بن عبد العزيز ويزيد بن الوليد رحمهما الله تعالى، فإنهما لم يستجيزا ذلك.
وافترقت في ولاية أبي العباس (?) كلمة المسلمين، فخرج عنهم من منقطع الزابين دون إفريقية إلى البحر وبلاد السودان، فتغلب في هذه البلاد طوائف من الخوارج وجماعية وشيعية وعتزلة من ولد إدريس وسليمان ابني (?) عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ظهورا في نواحي بلاد البربر، ومنهم من ولد معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، تغلبوا على الأندلس، وكثير من غيرهم. وأيضا في خلال هذه الأمور تغلب الكفرة على نصف الأندلس وعلى نحو نصف السند.