فرجع المغيرة ورجع معهم، وأخبرهم كيف يحيون (?) رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يفعلوا، وحيوه بتحية أهل الجاهلية، فضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبة في ناحية المسجد.

وكان خالد بن سعيد بن العاصي هو الذي يختلف بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي كتب لهم الكتاب، وكان الطعام يأتيهم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يأكلونه حتى يأكل منه خالد.

وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يترك لهم الطاغية (?) مدة ما، لا يهدمها؛ فأبى عليهم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسألوا أيضاً أن يعفوا من (?) الصلاة، فأبى عليهم صلى الله عليه وسلم من ذلك. وسألوا أن لا يهدموا أوثانهم بأيديهم، فأجابهم إلى ذلك.

وأمر عثمان بن أبي العاصي، وكان أحدثهم سناً، لأنه عليه السلام رآه أحرصهم على تعلم القرآن وشرائع الإسلام؛ فأسلموا، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن أبي العاصي بتعليمهم شرائع الإسلام. ومما أمره به: أن يصلي بهم، وأن يقتدي بأضعفهم، أي لا يطول عليهم إلا على قدرة قوة أضعف من يصلي وراءه. وأمره أيضاً أن يتخذ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجراً.

ثم انصرفوا إلى بلادهم، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان ابن حرب، والمغيرة بن شعبة، لهدم الطاغية، وهي اللات. فأقام أبو سفيان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015