وبعد الشقة، وقوة العدو المقصود. فتأخر الجد بن قيس أخو بني سلمة وكان متهماً، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في البقاء، وهو غنى قوى، فأذن له وأعرض عنه، ففيه نزلت: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني، ألا في الفتنة سقطوا} الآية [سورة التوبة، الآية: 49] .
وكان نفر من المنافقين يجتمعون في بيت سويلم اليهودي، عند جاسوم (?) يثبطون الناس عن الغزو. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله في نفر، وأمرهم ن يحرقوا عليهم البيت، ففعل ذلك طلحة، فاقتحم الضحاك بن خليفة، وكان في البيت، فوقع فانكسرت رجله. وفر أيضاً ابن أبيرق، وكان معهم.
وأنفق ناس كثير من المسلمين واحتسبوا. فأنفق عثمان رضي الله عنه نفقة عظيمة، روى أنه حمل في هذه الغزوة على تسعمائة بعير، ومائة فرس، وجهز ركابها، حتى لم يفقدوا عقالاً ولا شكالاً (?) . وروى أيضاً أنه أنفق فيها ألف دينار.
وهذه الغزوة أتى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم البكاؤون، وهم سبعة: سالم بن عمير من بني عمرو بن عوف، وعلبة بن زيد أخو بني حارثة، وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب أخو بني مازن بن النجار، وعمرو بن الحمام أخو بني سلمة، وعبد الله بن المغفل المزني، وقيل: هو عبد الله بن عمرو المزني، وهرمي بن عبد الله أخو بني واقف، وعرباض