فأقام هنالك ربيع الآخر وجمادى الأول من السنة الثالثة، ثم انصرف إلى المدينة.
ونقض بنو قينقاع، من اليهود، عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى نزلوا على حكمه، فشفع فيهم عبد الله بن أبي ابن سلول، وألح في الرغبة، حتى حقن له رسول الله صلى الله عليه وسلم دماءهم. واستعمل على المدينة في حصاره لهم أبا لبابة بشير بن عبد المنذر، وحاصرهم خمس عشرة (?) ليلة. وهم قوم عبد الله بن سلام مخفف وكانوا في طرف المدينة، وكانوا سبعمائة مقاتل، فيهم ثلاثمائة مدرع، مدرعون بدروع الحديد، ولم يكن لهم زرع ولا نخل، وإنما كانوا تجاراً وصاغة، يعملون بأموالهم.
وكان كعب بن الأشرف من طيء، أمه من بني النضير، وكان عدواً لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فحض رسول الله صلى الله عليه وسلم