وبعث صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك الكندى، صاحب دومة، وأخبره أنه يجده يصيد البقر، فاتفق أن قرب خالد، من حصن أكيدر فى الليل، وقد أرسل الله تعالى بقر الوحش، فباتت تحك القصر بقرونها، فنشط أكيدر ليصيدها، فخرج فى الليل، فأخذه خالد، فبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعفا عنه ورده وصالحه على الجزية.

وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك عشرين ليلة، ولم يتجاوزها.

وكان فى طريقه ماء قليل، فنهى أن يسبق أحد إلى الماء، فسبق رجلان فاستنفدا ماءه، فسبهما صلى الله عليه وسلم، ثم وضع يده فيه، وتوضأ بماء يبض منه، ثم صبه فيه ودعا بالبركة، فجاشت بماء عظيم غزير، كفى الجيش كله.

وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ذلك الموضع يصير جنانا، فكان كذلك.

وفى منصرفه صلى الله عليه وسلم أمر بهدم مسجد الضرار. وأمر مالك بن الدخشم أخا بنى سالم، ومعن بن عدى أو أخاه عاصم بن عدى أخا بنى العجلان-:

بهدم المسجد وحرقه. فدخل مالك بن الدخشم منزله فأخرج منه شعلة نار، فأحرقا المسجد وهدماه.

وكان الذين بنوه:

خذام بن خالد، من بنى عبيد بن زيد، أحد بنى عمرو بن عوف، ومن داره أخرج مسجد الضرار.

ومعتب بن قشير، من بنى ضبيعة بن زيد.

وأبو حبيبة بن الأزعر، من بنى ضبيعة بن زيد.

وعباد بن حنيف، من بنى عمرو بن عوف.

وجارية بن عامر، وابناه: مجمع بن جارية، وزيد بن جارية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015