فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان بن حرب، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزارى على بنى فزارة، والحارث ابن عوف بن أبى حارثة المرى فى بنى مرة، ومسعر بن رخيلة بن نويرة ابن طريف بن سحمة بن عبد الله بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان فيمن تابعه من أشجع. فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بحفر الخندق على المدينة، فعمل فيه صلى الله عليه وسلم بيده، فتم الخندق؛ وكانت فيه معجزات، منها: أن كدية صخر (?) عرضت فى الخندق كلت المعاول عنها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا ونضح عليها ماء، فانهالت كالكثيب (?) ؛ وأطعم النفر العظيم من تمر يسير، إلى غير ذلك.

وأقبلت الأحزاب حتى نزلت بمجتمع السيول من رومة، بين الجرف وزغابة، فى عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تبعهم من كنانة وغيرهم.

ونزلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد، حتى نزلوا بذنب نقمى، إلى جانب أحد.

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ثلاثة آلاف من المسلمين، وقد قيل:

فى تسعمائة فقط، وهو الصحيح الذى لا شك فيه، والأول وهم؛ حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع، فنزلوا هنالك والخندق بينهم. واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، وأمر بالنساء والذرارى فجعلوا فى الآطام.

وكان كعب بن أسد رئيس بنى قريظة موادعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه حيى بن أخطب، فلم يزل به، وكعب يأبى عليه، حتى أثر فيه، ونقض كعب عهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومال مع حيى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015