فلقى صلى الله عليه وسلم بنخل جمعا من غطفان، فتواقفوا، إلا أنه لم يكن حرب، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ صلاة الخوف.
وفى انصرافهم من تلك الغزوة أبطا جمل جابر، فنخسه عليه السلام، فانطلق متقدما للركاب، وابتاعه منه عليه السلام، ثم رده عليه ووهبه الثمن وزيادة قيراط، فلم يزل عند جابر متبركا به، حتى أخذه أهل الشام فى جملة ما انتهبوه بالمدينة يوم الحرة.
وفى هذه الغزوة أيضا أتى رجل من بنى محارب بن خصفة، اسمه غورث ابن الحارث، فأخذ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهزه، وقال: يا محمد من يمنعك منى؟ قال: الله. فرد غورث السيف مكانه، فنزل فى ذلك:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ (?) .
وفى هذه الغزوة رمى رجل من المشركين رجلا من الأنصار كان ربيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فجرحه وهو يقرأ سورة من القرآن، فتمادى فى القراءة ولم يقطعها لما أصابه.
وكان أبو سفيان يوم أحد نادى: موعدنا وإياكم بدر فى عامنا المستقبل.
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أن يجيبه بنعم؛ فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم:
منصرفه من ذات الرقاع بالمدينة، بقية جمادى الأولى، وجمادى الآخرة، ورجبا، ثم خرج فى شعبان من السنة الرابعة للميعاد المذكور. فاستعمل على المدينة عبد الله بن عبد الله بن أبى بن سلول، ونزل فى بدر، فأقام هنالك