ستة رجال من أصحابه: مرثد بن أبى مرثد الغنوى، وخالد بن البكير الليثى، وعاصم بن ثابت بن أبى الأقلح أحد بنى عمرو بن عوف بن الأوس، وخبيب ابن عدى أحد بنى جحجبى بن كلفة بن عمرو بن عوف، وزيد بن الدثنة أحد بنى بياضة بن عامر، وعبد الله بن طارق حليف بنى ظفر.

وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مرثد بن أبى مرثد، ونهضوا مع القوم، حتى إذا صاروا بالرجيع، ماء لهذيل بناحية الحجاز بالهدأة، غدروا بهم، واستصرخوا عليهم هذيلا، فلم يرع القوم وهم فى رحالهم إلا الرجال بأيديهم السيوف وقد غشوهم، فأخذ المسلمون سيوفهم ليقاتلوهم، فأمنوهم، وخبروهم أنهم لا أرب لهم فى قتلهم، وإنما يريدون أن يصيبوا بهم فداء من أهل مكة.

فأما مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فأبوا، وقالوا: والله لا قبلنا لمشترك عهدا أبدا. فقاتلوهم حتى قتلوا؛ وكان عاصم يكنى أبا سليمان وكان قد قتل يوم أحد فتيين من بنى عبد الدار، ابنين لسلافة ابنة سعد، وكانت قد نذرت حين أصاب ابنها أن تشرب الخمر فى قحفه (?) ، فرأت بنو هذيل أخذ رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد بن شهيد، فأرسل الله تعالى الدبر (?) فحمته، فقالت هذيل: إذا جاء الليل ذهب الدبر، فأرسل الله تعالى سيلا لم يدر سببه، فحمله قبل أن يقطعوا رأسه، فلم يصلوا إليه، وكان قد نذر أن لا يمس مشركا أبدا، فأبر الله تعالى قسمه بعد موته، رضوان الله عليه.

وأما زيد الدثنة، وخبيب بن عدى، وعبد الله بن طارق فأعطوا بأيديهم (?) فأسروا، وخرجوا بهم إلى مكة، فلما صاروا بمر الظهران انتزع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015