فإذا كان منتسبا إلى الإسلام- إذا استغاث بمن يحسن به الظن من شيوخ المسلمين، يجيء إليه الشيطان في صورة ذلك الشيخ، فإن الشيطان كثيرا ما يجيء على صورة الصالحين، ولا يقدر أن يتمثل بصورة رسول رب العالمين، ثم إن ذلك الشيخ المستغاث به- إن كان ممن له علم- لا يخبره الشيطان بأقوال أصحابه المستغيثين به، وإن كان ممن لا علم له- يخبره بأقوالهم، وينقل إليهم كلامه- فيظن أولئك الجهلة: أن الشيخ سمع أصواتهم، وأجابهم مع بعد المسافة، وليس كذلك، بل إنما هو بتوسط الشيطان، وقد روي عن بعض المشائخ الذين قد جرى لهم مثل ذلك ... ، أنه قال: يرى لي شيء بَرَّاق مثل الماء أو الزجاج، ويمثل لي فيه ما يطلب مني من الأخبار، فأخبر الناس به، وبهذا الوجه يصل إليَّ كلام من يستغيث بي من أصحابي، فأجيبه، فيصل إليه جوابي، وكثير من هذه الخوارق يحصل لكثير من الشيوخ الذين لا يعلمون الكتاب والسنة ولا يعلمون بهما،