«فأقول: سحقا» .
قلت: لهذا الحديث عدة ألفاظ عن عدة من الصحابة رضي الله عنهم، وكل واحد منها حديث مستقل برأسه.
وأقول: لقد صرح علماء الحنفية بأن هذا الحديث متواتر، وأنه روي عن أكثرَ من ثلاثين صحابيا رضي الله عنهم.
وأقول أيضا:
إن علماء الحنفية قد احتجوا بهذه الأحاديث- أحاديث الحوض- على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم الغيب كله ولا يكون يعلم الغيب كله: لا أزلا، ولا أبدا ولا ما كان، ولا ما يكون؛ وأنه ليس بحاضر ولا ناظر في كل مكان وزمان؛ وأنه لا يعرف أحوال هذا الكون عامة وأحوال أمته خاصة؛ بدليل: " لا تدري "، و " لا علم لك "، و " هل شعرت "، ونحو ذلك من ألفاظ هذا الحديث المتواتر القاطع للنزاع * والقالع لشبهات القبوريين الرعاع * ودل هذا الحديث المتواتر على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم أعمال أمته وأن روحه ليست بمطلعة على أحوال الناس.