إلى غيرها من الآيات المباركات؛ ولقد استدل علماء الحنفية بهذه الآيات وغيرها- على أن علم الغيب صفة مختصة بالله تعالى، وأن الأنبياء عليهم السلام، والأولياء، والملائكة، والجن، لا يعلمون المغيبات؛ فالله تعالى هو وحده عالم الغيب والشهادة، وهو وحده علام الغيوب، وعنده وحده مفاتيح الغيب، وهو وحده يعلم الأمور الخمسة المذكورة في آخر سورة لقمان؛ وهو وحده يعلم السر وأخفى، وهو وحده يعلم ما في الصدور، وهو وحده لا تخفى عليه خافية، وقد تقدم في هذه الآيات أنه لا يعلم أحد في السماوات والأرض الغيب غير الله تعالى، وأن الأنبياء لا يعلمون الغيب، وأن الأولياء كأصحاب الكهف، ومريم، وغيرهم لم يكونوا يعلمون الغيب، وأن الله تعالى قد ساق في كتابه كثيرا من أخبار أنبيائه وأوليائه دليلا على أنهم لم يكونوا يعلمون الغيب، كقصةِ آدمَ والملائكةِ، وإبراهيمَ، ولوطٍ، ويعقوبَ، ويوسفَ، وزكريا، وعزير، ومريمَ، وأصحابِ الكهفِ، وغيرِها؛ وهي كلها أدلة قاطعة علىأنهم لم يكونوا يعلمون الغيب كله، وهكذا الجن لم يكونوا يعلمون الغيب.