وقوله تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ} يدل على اشتراط الشرط الثاني، وهو الإخلاص في العبادة، وخلوصها من النفاق والرياء والسمعة.
وقوله تعالى: {وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا} يدل على اشتراط الشرط الثالث وهو موافقة العبادة للسنة، وخلوصها عن البدعة.
قلت: أما الشرط الأول - وهو التوحيد الخالص من الشرك - فلا حاجة إلى الإطالة في تحقيقه؛ فقد سبق أن التوحيد له ركنان: النفي والإثبات؛ فمن لم يكفر بالطاغوت، ولم يبرأ من الشرك، فتوحيده باطل فاسد، وأعماله كلها - حتى إقراره بـ ((لا إله إلا الله)) - وغير ذلك من العبادات حابطة.
قال العلامة محمود شكري الآلوسي (1342هـ) في بيان أن إقرار القبوية بـ ((لا إله إلا الله)) ، وتصديقهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك من العبادات، لا يجديهم ولا ينفعهم:
(فيقال له: لا يفيد ذلك الزعم مع إظهار الأعمال الشركية الدالة على عقيدة الشرك وما يصادم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وذلك كمن يقول: إني مصدق بما ذكر، ثم شد الزنار) .
وأما الشرطان: الثاني، والثالث: وهما الإخلاص، وموافقة السنة: