باسم من يعتقد فيه الصلاح أو العظمة، والصوم له، وقصد بيته من أنحاء بعيدة، وشد الرحل إليه بوجه يعرف كل من رآه أنه يؤم بيته حاجا زائرًا، والهتاف باسمه في الطريق كالتلبية، والتجنب عن الرفث والفسوق، والقنص، وصيد الحيوانات، ويمضي بهذه الآداب والقيود، ويطوف بالبيت ويسجد إليه، ويسوق الهدي إليه، وينذر النذور هناك، ويكسو ذلك البيت، كما تكسى الكعبة، والوقوف على عتبته، والإقبال على الدعاء والاستغاثة، والسؤال لتحقيق مطالب الدنيا والآخرة، وبلوغ الأماني، وتقبيل حجر من أحجار هذا البيت، والالتزام بجداره، والتمسك بأستاره، وإنارة السرج والمصابيح حوله تعظيمًا وتعبدًا، والاشتغال بسدانته، والقيام بجميع الأعمال التي يقوم بها السدنة: من كنس، وإنارة، وفرش، وسقاية، وتهيئة أسباب الوضوء والغسل، وشرب ماء بئره تبركًا، وصبه على الجسم، وتوزيعه على الناس، وحمله إلى من لم يحضر، والمشي مدبرًا عند العودة؛ حتى لا يولي البيت دبره، واحترام الغابة التي تحيط به، والتأدب معها؛ فلا يقتل صيدها، ولا يعضد شجرها، ولا يختلي خلاها، ولا يرعى ماشيته في حماها؛ كل هذه الأعمال علمها رب العالمين عباده، وأفردها لنفسه.

فمن أتى بها لشيخ طريقة، أو نبي، أو جني، أو لقبر محقق، أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015