والدية والقسامة، وعقوبات الزنا والسرقة ونحوها من بقايا الملة الإبراهيمية؛ بل كانوا يسلمون جواز بعثة الأنبياء ويقولون بالمجازاة ويعتقدون أصول أنواع البر وكثيرًا في الشعائر كالختان ونحوه.
الحاصل:
أن كل هذا يدل دلالة لا تحتمل النقيض:
أن المشركين كانوا يعبدون الله تعالى أيضًا بكثير من العبادات الظاهرة والباطنة؛ وأنهم لم يكونوا مشركين بالله آلهتهم في الخالقية والرازقية والمالكية والربوبية؛ وهذا كله برهان أيما برهان على الفرق بين توحيد الألوهية وبين توحيد الربوبية؛ وحجة قاهرة على بطلان جعل هذين التوحيدين شيئًا واحدًا.
الوجه الخامس والعشرون:
أن علماء الحنفية قد ذكروا:
أن المشركين كانوا إذا حجوا يلبون لله عز وجل بهذه التلبية:
((لبيك لا شريك لك إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك)) ، وكانوا إذا «قالوا: ((لبيك لا شريك لك)) ؛ قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويلكم قد قد؛»