الضلالة، وتسويل الشيطان اللعين، والله العاصم) .
3 -8- وقال الإمام الآلوسي محمود، مفتي الحنفية ببغداد (1270هـ) ، وتبعه ابنه العلامة نعمان الآلوسي (1317هـ) وحفيده شكري الآلوسي (1342هـ) وآخرون من الحنفية، مبينين أن النذر لغير الله تعالى شرك، وأن عبدة القبور كعبدة الأصنام، ومبطلين اعتذارهم بأنه من أبطل الحيل، وأنهم غير صادقين في ذلك، ومحققين أن القبورية عار شنار على هذه الأمة وضحكة لأهل الملل والنحل:
(وفي قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا} إلخ -[الحج: 73] إشارة إلى ذم الغالين في أولياء الله تعالى * حيث يستغيثون بهم في الشدة غافلين عن الله تعالى * وينذرون لهم النذور، والعقلاء منهم يقولون: ((إنهم وسائلنا إلى الله تعالى، وإنما ننذر لله عز وجل ونجعل ثوابه للولي)) .
ولا يخفى أنهم في دعواهم الأولى أشبه الناس بعبدة الأصنام القائلين: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى، ودعواهم الثانية لا بأس بها لو لم يطلبوا منهم بذلك شفاء مريضهم، أو رد غائبهم أو نحو ذلك، والظاهر من حالهم الطلب، ويرشد إلى ذلك أنه لو قيل [لهم] : انذروا لله تعالى، واجعلوا ثوابه لوالديكم؛ فإنهم أحوج من أولئك الأولياء -