المعروف، بالأسماء فقط [بطلب الدعاء من المتوسل به] ....) .
10 - وقال رحمه الله أيضاً مبيناً الفرق بين توسل السلف وبين توسل الخلف:
(قوله: ((إنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون)) قلت: وهذا توسل فعلي [أي بدعاء حي حاضر وفعله، كما هو عند السلف] ، لأنه [أي عمر] كان يقول له بعد ذلك: ((قم يا عباس فاستسق)) ، فكان [العباس يدعو الله تعالى، و] يستسقي لهم، فلم يثبت منه [أي من هذا الأثر من توسل عمر بالعباس] التوسل القولي [القبوري] : أي الاستسقاء بأسماء الصالحين [بمجرد ذكرهم على اللسان] فقط، [بأن يقال: اللهم بوسيلة فلان أو بحرمة فلان أو ببركة فلان أو بحق فلان] بدون شركتهم [، وحضورهم ودعائهم] ....) .
قلت: لقد قرأ القراء الكرام المنصفون المنشدون لضالة الحق هذه النصوص الثلاثة لإمام الديوبندية والكوثرية جميعاً، ألا وهو العلامة أنور الكشميري (1352هـ) . وهو يقرر في هذه النصوص أمرين مهمين:
الأول: الفرق بين توسل السلف وبين توسل هؤلاء الخلف القبورية.
الثاني: بطلان استدلال هؤلاء الخلف القبورية بهذه الآية الكريمة وهذا الأثر في توسل عمر بالعباس، محققاً أن هذه الآية وهذا الأثر لا يشملان توسل هؤلاء الخلف القبورية، لأن توسل عمر بالعباس إنما كان بدعاء العباس، لأن العباس كان يدعو لهم وهم كانوا يؤمنون بدعائه،