كأن يقول: اللهم إني أسألك أن تكشف كربتي وتغفر حوبتي وتقضي حاجتي - بجاه فلان، وحرمة فلان، ووجه فلان، ووسيلة فلان، ونحو ذلك.
فهذا النوع قد يمكن أن يقال فيه: إنه توسل لغة ولكن هل هو جائز شرعاً؟
الجواب: أن هذا النوع من التوسل غير جائز شرعاً، لوجهين:
الأول: أنه بدعة ضلالة في العبادة التي هي مخ العبادات. ألا وهي الدعاء، لأن هذا النوع من التوسل لم يعهد في الكتاب والسنة، ولم يفعله أحد من الصحابة والتابعين ولا إمام من أئمة الأمة.
الثاني: أنه ذريعة كبيرة لفتح باب الشرك بمصراعيه، فيجب سدها حماية لحمى التوحيد، يوضحه النص الآتي:
وهو قول العلامة نعمان الآلوسي (1317هـ) : (إنه (أي التوسل بالذات) مكروه كراهة تحريم، وهذا إذا كان الداعي متوجهاً إلى ربه متوسلاً إليه بغيره، مثل أن يقول: أسألك بجاه فلان عبدك أو بحرمته، أو بحقه.
وأما إذا توجه إلى ذلك الغير - فطلب منه [وليس ذلك من التوسل في شيء] كما يفعله كثير من الجهلة. فهو شرك [بل هو أم لعدة أنواع من الشرك] ، كما تقدم) .
يوضحه الوجه السادس:
الوجه السادس: أن توسلات القبورية ليست من التوسل الشرعي الاصطلاحي الذي اصطلح عليه الكتاب والسنة، والصحابة والتابعون، فإن التوسل في اصطلاح الكتاب والسنة والصحابة والتابعين -