نشأة القبورية في هذه الأمة ومصادرها وأسباب انتشارها

«وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب» ماتوا - أو أكثرهم - قبيل مبعثه صلى الله عليه وسلم، والناس إذ ذاك أحد رجلين: إما كتابي معتصم بكتاب مبدل، أو منسوخ، ودين دارس بعضه مجهول، وبعضه متروك. وإما أمي: من عربي، وعجمي، مقبل على عبادة ما استحسنه، وظن أنه ينفعه؛ من نجم، أو وثن، أو قبر، أو تمثال، أو غير ذلك؛ والناس في جاهلية جهلاء: من مقالات يظنونها علمًا، وهي جهل؛ وأعمال يسحبونها صلاحًا، وهي فساد ...

فهدى الله الناس بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به من البينات والهدى:

هداية جلت عن وصف الواصفين، وفاقت معرفة العارفين، وفتح الله به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا، وجمعهم على دين الإسلام؛ دين التوحيد، والملة الإبراهيمية الحنيفة بعد تشتت تام وعداوة كاملة، وانهيار خلقي، وانحلال ديني وفساد عقدي، وألف به بين قلوبهم، فأصبحوا بنعمته إخوانًا، وكسرت الأصنام، والأوثان، وطمست التماثيل، وسويت القبور المشرفة، وأزيل كل ما يعبد من دون الله؛ من قبر وشجر وحجر ونصب وصنم ووثن، وأبطل، وصار الدين كله لله.

وصار الناس مسلمين موحدين يعبدون الله وحده مخلصين له الدين، إلا من شاء الله تعالى من المشركين والمنافقين والكتابيين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015