...
توطئة:
تختلف المصنفات المنظومة عن السيرة الشعرية، فالأخيرة لا تتقيد بالسياق التاريخي للأحداث، وقد يقتصر الشاعر على مواقف من السيرة تجاوباً مع الأحداث والنوازل..، وهذا خلافا للسيرة المنظومة التي تحرص في المجال التعليمي على سياق المادة التاريخية واستيفائها بقدر ما تسعف به قيود النظم؛ الوزن والقافية، شأنها في ذلك شأن المنظومات في القراءات كالشاطبية، وعلم الحديث كألفية الحافظ العراقي، والنحو كألفية ابن مالك.. وغيرها. (?)
وظهرت في المغرب في العصر الموحدي (?) بشكل واضح، وكذلك في الأندلس بسبب نهضة الشعر في ذلك العصر فقد نظم الطبيب الأندلسي ابن الطفيل (أرجوزة) في الطب تشتمل على 7765 بيتاً، وابن المناصف القرطبي (المذهبة) أرجوزة لغوية ألفية، وأرجوزة (الدرة السنية..) في 7000 بيت، ونظم يحيى بن معط الجزائري (الجمهرة) لابن دريد، والصحاح للجوهري، ومات قبل أن يتمه.
وشاع كذلك شعر المديح النبوي، وكان من سبب هذا أيضاً؛ الحالة النفسية التي صار إليها الغرب الإسلامي بعد سقوط قواعد الأندلس واختلال أمر الموحدين، وكذلك الاحتفال بالمولد النبوي (?) في أغلب الأقطار عموماً، ويمكن أن يضاف كذلك الأشواق والعواطف التي تصاحب الشعراء والأدباء