وأنّ ذلك كله من قبيل المجاز، أو أن الذي يفعل ذلك خزنتها: كله باطل، ولامعول عليه؛ لمخالفته نصوص الوحي الصحيحة بلا مستند والحقّ هو ما ذكرنا وقد أجمع من يعتد به من أهل العلم على أنّ النصوص من الكتاب والسنة لا يجوز صرفها عن ظاهرها إلا بدليل يجب الرجوع إليه كما هو معلوم في محله. وقال القرطبي في تفسيره هذه الآية الكريمة: إنّ القول بأنّ النار تراهم هو الأصحّ" 1،2.
وقد ذكر الشيخ الأمين –رحمه الله- أنّ أهل النار هم أكثر الخلق؛ فقال -رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ} 3: "هذه الآية تدلّ على أن أكثر الناس ليسوا بمؤمنين؛ فأهل النار هم الأكثر؛ كما بين ذلك في آيات كثيرة وأحاديث؛ كما قال تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} 4، وقال تعالى: {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأوَّلِينَ} 5.
وقد بينت الأحاديث الصحيحة أنّ نصيب النار تسعة وتسعون وتسعمائة من الألف، وأنّ نصيب الجنة واحد من الألف" 6، 7.
ثمّ بين الشيخ الأمين –رحمه الله- أنّ أهل النار يدخلونها جماعة جماعة؛ كما دلّ على ذلك قوله تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا} 8"9.
ويتضح من وصف الشيخ الأمين –رحمه الله- للنار –أعاذنا الله منها بكرمه- شدة تتبعه للأثر، ودقة فهمه له، وتوضيح الوصف بالأدلة من القرآن الكريم، كما هو دأبه -رحمه الله- في تفسير القرآن بالقرآن.