ومما قاله -رحمه الله-: "وقد ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم -أنه قال في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} 1؛ الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله الكريم2. وذلك هو أحد القولين في قوله تعالى: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} 3.

وقد تواترت الأحاديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّ المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم. وتحقيق المسألة: أنّ رؤية الله جل وعلا بالأبصار جائزة عقلاً في الدنيا والآخرة. ومن أعظم الأدلة على جوازها عقلاً في دار الدنيا: قول موسى: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} 4؛ لأنّ موسى لا يخفى عليه الجائز والمستحيل في حق الله تعالى. وأما شرعاً: فهي جائزة وواقعة في الآخرة؛ كما دلت عليه الآيات المذكورة، وتواترت به الأحاديث الصحاح. وأما في الدنيا: فممنوعة شرعاً كما تدلّ عليه آية "الأعراف"5 هذه، وحديث: " إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا " 67.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015