بالعربية كان قرآنا وإن عبر عنه بالعبرانية كان توراة1.

وسيأتي مزيد إيضاح لكلامه عند الردّ عليهم.

الردّ على الجهمية والمعتزلة:

سبق أن ذكرت أنّ الجهمية والمعتزلة نفوا صفات الله سبحانه وتعالى، ومن الأولى أن ينفوا صفة الكلام عن الله، ولذلك قالوا عن كلام الله إنه مخلوق.

وهذا ماصرح به عبد الجبار المعتزلي2 بقوله: "وأما مذهبنا في ذلك فهو أنّ القرآن كلام الله تعالى ووحيه، وهو مخلوق محدث" 3.

وقد بيّن الشيخ الأمين -رحمه الله- خطأ هذا القول وجهالة قائله، واستدل بالأدلة السمعية على بطلان هذا الرأي البعيد عن جادة الصواب والحقّ؛ فقال في تفسير النداء المذكور في قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأيْمَنِ} الآية4: "فهو كلام الله أسمعه نبيه موسى. ولا يعقل أنه كلام مخلوق. ولا كلام خلقه الله في مخلوق كما يزعم ذلك بعض الجهلة الملاحدة؛ إذ لا يمكن أن يقول غير الله: {إنه أنا الله العزيز الحكيم} 5، ولا أن يقول: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدْنِي} 6. ولو فرض أنّ الكلام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015