قال: فقال ورقة بن نوفل لزيد بن عمرو:

رَشِدْتَ وأنْعَمْتَ ابنَ عمرو، وإنَّما ... تجنَّبْتَ تَنُّوراً من النّارِ حامياَ

بدِينِك ربًّا ليسَ ربٌّ كمثلِهِ ... وتركِكَ جِنّانَ الخَبَالِ كما هِياَ

أقُولُ إذا جاوَزْتُ أرضاً مَخُوفة ... حَنَا نَيْك لا تُظْهِر علىّ الأعادياَ

حَنَانَيْك إن الجنَّ كانت رَجَاءَهم ... وأنْتَ إلهِي ربَّنَا ورَجَائياَ

أدينُ لربٍ يستجيبُ ولا أرى ... أدينُ لمن لا يسْمَعُ الدَّهرَ دَاعياَ

أقولُ إذا صَلَّيْتُ في كُلّ بِيعةٍ ... تباركتَ قد أكفَأتَ باسمك دَاعِياَ

يقول: قد خلقت خلقاً كثيرا يدعون باسمك.

وقال أيضاً يبكي عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزي، وكان سمه عمرو بن جفنة الغساني بالشأم، ولذلك حديث سيأتي في قصة عثمان ابن الحويرث إن شاء الله:

ألاَ هَلَ أتَى ابنَتَي عُثْمان أن أباهُما ... حَانتْ مَنِيَّتهُ بِجَنْبِ الفَرْصَدِ

رَكِبَ البَريدَ مُخاطِراً عنْ نَفْسِهِ ... مَيْتُ المَضِنَّةِ للبَريدِ المُقْصَدِ

فلأبْكِيَنْ عثمانَ حَقَّ بُكَائِهِ ... ولأنشُدَنْ عَمْراً وإن لم يُنْشَدِ

يريد: عمرو بن جفنة الغساني.

وورقة الذي يقول:

لِمَنِ الدْيارُ غَشِيتُهَا كالمُهْرَقِ ... قَدُمتْ وعَهْدُ جديدها لم يُخْلِقِ

إنِّي يَرَاني الموُعِدِيّ كأننِي ... في الحِصْنِ من نَجْرانَ أو في الأبْلَقِِ

في يَافِعٍ دُون السماء مُمَرَّدٍ ... صَعْبٍ تَزِلُّ به بَنَانُ المُرْتَقِى

ويَصُدُّهُمْ عنّي بأنّيَ ماجدٌ ... حَسَبِي، وأصْدُقُهمْ إذا ما نَلْتَقِي

وإذا عَفَوْتُ عَفَوْتُ عَفْواً بَيِّناً ... وإذا انْتَصَرْتُ بَلَغْتُ رَنْقَ المُسْتَقِى

وله شعر كثير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015