وكان عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، حين استعمله أمير المؤمنين هارون على اليمن، قد وجد الضحاك بن عثمان من المدينة خليفة له عليها، وأعطاه رزقه ألف دينار كل شهر إلى أن يقدم عليه، وكلم له أمير المؤمنين فأعانه على سفره بأربعين ألف درهم. وكان محمود السيرة. وقال باليمن:
أقوُل لصاحِبي إذْ عِيلَ صَبْري ... وحَنَّ إلى الحِجازِ بَنَاتُ صَدْري
لَعَمْركَ لَلْعَقِيقُ وما يَليهِ ... أحبُّ إليّ من ضِلَعٍ وضَهْرِ
قال عمي مصعب: أحسب أول البيتين له، والآخر لغيره. ورواها جميعاً غير عمي له.
ومات الضحاك بن عثمان بمكة منصرفة من اليمن يوم التروية، سنة ثمانين ومئة، بعد ما أقام باليمن سنة كاملة، عاملاً لعبد الله بن مصعب على أعمال من أعمالها.
فقال المنذر بن عبد الله الحزامي يرثيه: