رحمة الله، أحلفته بطلاقها أن لا يؤثر عليها فاطمة بنت عبد الله، ثم أتهمته أن يكون آثرها. فاستعدت عليه هشام بن إسماعيل، وهو والي المدينة. فركب عبد الله بن عثمان رواحله وورد الشأم، فقام إليه خالد بن يزيد حيث رآه يعانقه، فدفع بيده كراهة أن يعانقه وعنده أمه. فدخلت رملة على عبد الملك، وكان من أمرها شبيه بالحديث الذي وصفت.
فأمر له عبد الملك بالكتاب إلى هشام بن إسماعيل أن يحلفه عند المنبر: ما آثر فاطمة بنت عبد الله بن الزبير على سكينة بنت حسين، فإذا حلف ردها عليه. فقالت رملة لأبنها عبد الله: خذ كتابك وأنهض وأعجل. فقال لها خالد: مالك تعجلين ابني؟ فقالت: ما أردت به من خير فتنجز كتابه. قال: فتنجز الكتاب، وقدم به على هشام بن إسماعيل في الوقت الذي خرج فيه لصلاة الجمعة، فقال له: هذا كتاب أمير المؤمنين، فإن عصيته فأنا له أعصى. وقال له: اجمع القرشيين فأحضرهم الكتاب. فلما صلى الجمعة عند المنبر، وقرأ الكتاب، ثم أحلفه على ما أمره به عبد الملك. فلما حلف، أمر هشام بردها عليه، فقال لهشام وللقرشيين: البثوا. وأرسل إلى سكينة يقول لها: إنما كرهت أن أغلب على أمرى، فأما إذ صرت إلى الاقتدار عليه، فأمرك بيدك. فلم ينشبوا أن جاءته مولاة لها فقالت له: تقرئك سكينة بنت الحسين