كذا، وتروي لفلان كذا؟ فجعل ينشدني لشعراء من شعراء بني سليم ما لم أكن سمعت، ثم قال لي: يا ابن أخي اطلب الحديث. فمن ذلك اليوم رويت الحديث.
قال: ثم قام بي إلى قصر عروة، فأصغى إلى بنوه فقالوا لي: لا تكثر من الأكل عند الشيخ، فقد عملنا لك طعاماً أرق من طعامه، وإنه إذا رآنا نعمل مثل هذا، عابه علينا وقال: هذا إسراف. قال: فلما صرت معه إلى القصر، أتى بصفحة فيها خبز صحاح قد صب عليه المرق واللحم، فجعلت آكل، وجعل هشام يستنهضني على الأكل، ولا أجد بداً من الأكل إذا استنهضني. فلما فرغنا، دخل هشام إلى أهله، وقام بي بنوه وقد ذبحوا شاة وعملوا ألواناً، فقربوا ذلك إليّ وقالوا: تقدمنا إليك أن لا تكثر عند الشيخ! فقلت: كان يستنهضني فأكره خلافه. فقلت لهم: فكيف تطيبون أنفساً أن تأكلوا هذا ولا يأكل منه؟ فقالوا: ما مما ترى إلا سيؤتى به، يبعث إليه كل إنسان من بنيه أو بناته بلون على حدة، حتى يصل ذلك إليه من مواضع شتى، فلا يستنكره.
حدثنا الزبير قال، وحدثني مصعب بن عثمان، عن المنذر بن عبد الله قال: ما سمعت من هشام بن عروة رفثاً قط إلا يوماً واحداً، فإن رجلاً من أهل البصرة كان يلزمه قال: يا أبا المنذر، نافع مولى ابن عمر كان يفضل أباك عروة على أخيه عبد الله. فقال: كذب والله نافع، وما يدري نافعاً عاض بظر