ذلك. فقال له: أنظر في ذلك. ثم ذكر لفاطمة بنت المنذر ما خيره فيه يحيى أبن عروة، فقالت له: قد علم يحيى بن عروة هوانا في المقتربة، وظن أنا نختارها، فيحر بك ميراثك من أبيك، فخذ ميراثه من أبيه وأسلم إليه حقك من المقتربة. ففعل هشام بن عروة. ونزل بفاطمة بنت المنذر شرقي عبد الله بن الزبير، ثم شخص هو وهي إلى ضيعتهم بالسراة، فسمعته ليلة فاطمة بنت المنذر وهو يقول:
ألاَ لَيْتَ شِعْري هل أبِيتَنَّ ليلةً ... بوادٍ من الجَثْجَاث والسَّلَمِ النَّضْرِ
وهلْ أسمَعَنْ يوماً بُكَاءَ حَمَامةٍ ... يُجَاوبُهَا قُمْرِيُّ غَابَةِ ذِي الجَدْرِ
فمالَكَ في الحَيَّينِ من ذِي قَرَابِةٍ ... ومالكَ فيهمْ مِنْ صَدِيقٍ ولا صِهْرِ
فقالت فاطمة: غرض والله أبو المنذر، لا تصبحوا إلا على ظهر. فما أصبحوا إلا يسيرون.
و" ذو الجدر "، قريب من شرقي عبد الله بن الزبير.