بينهما الزبير هشام بن عروة، فوعدهما الأعوص، فحضروا وحضر للميعاد، فقال: لا أحكم بينكما حتى أحدثكما حديثاً. فقالا له: فلهم حديثك. فقال لهما: إن قوماً من بني إسرائيل اختصموا في أرض. فأنطقها الله فقالت لهم: على رسلكم، فقد ملكني قبلكم سبعون أعور سوى الأصحاء. فبكى كل واحد منهما وقال لصاحبه: حقي لك. فقال: أما إذ فعلتما هذا، فدعاني أدخلها على بغلتي هذه فأصدعها بينكما. ففعلا، فدخل على البغلة وقال: هذا لك، وهذا لك.
فأعطاني كل واحد منهما نصفها.
حدثنا الزبير قال، وحدثني عبد الله بن محمد بن المنذر قال، حدثتني صفية بنت الزبير بن هشام بن عروة: أن أباها الزبير بن هشام مر بأبي الشدائد الفزاري - وقال غيره: قائلها حشرج - بالمصلى وهو ينشد:
عِصَابَةٌ إنْ حَجَّ عِيسى حَجُّوا
وإن أقامَ بالعِراقِ دَجُّوا
قَد لعَقُوا لُعَيقَةً فَلجُّوا
فالقَومُ قومٌ حَجُّهُمْ مُعْوَجُّ
مَا هكذَا كان يكونُ الحَجُّ