يدق الثلم، ويكسر الوشع، ويجني للناس فيطعمهم، ثم يجده ويبيع، ويأتي إلى أبيه بثمن ذلك.

قال يحيى بن عروة لأبيه: إن عبد الله يهدم الثلم، ويكسر الوشع، ويبذر ثمرك، ويتسخى فيه ويطعمه الناس. فقال له عروة: فله العام يا بني. فوليه، فبنى الثلم، وسد الوشع، وحظره، ومنع الناس أن ينالوا منه شيئاً، ثم جده وباعه، وكان ذلك العام قبلاً، فبلغ ثمنه شبيهاً بما باع به عبد الله ابن عروة. فجاء يحيى إلى المدينة، فحلف مارزأ منه شيئاً، ولا بلغ إلا ما رفع إليه. فقال له أبوه: إني والله ما اتهمتك يا بني، ولا جئتنا إلا بأرزاقنا، ولا كان عبد الله يأتينا إلا بأرزاقنا، وما كان الناس ينالون منه إلا أرزاقهم، فصرفت عنا إلى غيرنا، وما شككت في هذا، ولا أرسلتك لا لتعتبر.

حدثنا الزبير قال، وقال عمي: كان عبد الله بن عروة مصلحاً مثمراً للمال، وكان يبذله في حقه، ويرغب في الأجر وحسن الذكر. وهو صاحب ابن وجزة الذي كان يعطيه، ويأخذ له في كل عام من الزبيريين من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015