المنتهى". (?) وهذه بشارة واضحة؛ إذ قد جاء بعد عيسى دجاجلة وعظم الإثم في العالم كما أشرنا إليه في الصنف الثاني، والذي يصبر إلى المنتهى هو محمد - صلى الله عليه وسلم -، أي يبقى شرعه إلى نهاية الدنيا. وقوله: "يكرز ببشارة الملكوت في كل المسكونة"، أي يدعو ويتقدم، وهذا معنى عموم الرسالة. وقوله: "شهادة لجميع الأمم" فيه إشارة إلى أن بعض الأمم يتبعونه وبعضهم لا يتبعونه، فتكون دعوتُه شهادة، وهذا في معنى قوله تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165].

3 - البشارة الثالثة في إنجيل يوحنا، الإصحاح الرابع عشر الفقرة السادسة عشر: "وأن أطلب من الآب (أي من الله) فيعطيكم معزّيًا آخر (أي رسولًا غير عيسى المتكلم) ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله؛ لأنه لا يراه ولا يعرفه (أي لا يستطيع العالم قبول روح الحق بدون إرشاد ذلك المعزي؛ لأن العامة لا يرون الحق) ". (?) ثم قال في الفقرة السادسة والعشرين: "وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلمكم كلَّ شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم" (?) (معنى باسمى أنه رسول بشريعة). وقال في الإصحاح الخامس عشر - الفقرة السادسة والعشرين: "ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق ينبثق فهو يشهد لِي". (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015