اليهودي قال: "لما قدم رسول الله المدينة جئتُه لأنظر إليه فلما استبنت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب". (?)

وجاء في حديث البخاري أن هرقل سأل وفد قريش الذين مثلوا بين يديه في حمص (?): هل جربتم عليه كذبًا قبل أن يقول ما قال؟ فقالوا لا، فقال: "علمت أنه ما كان ليترك الكذب على الناس ويكذب على الله". وقال عبد الله بن رواحة:

لَوْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ آيَاتٌ مُبَيَّنَةٌ ... لَكَانَ مَنْظَرُهُ يُنْبِيكَ بِالْخَبَرِ (?)

الصنف الثاني: أحوال عموم العالم عند بعثته - صلى الله عليه وسلم -، وهي أحوال تؤذن كلَّ ذي لُب بترقب مجيءِ رسول منقذ، وتعين على انتشار دعوته: وهذا الصنف مما يدخل في قبيل الإرهاصات. أما حالة بلاد العرب، فقد عظم فيها التفاني والإحن، وأصبحت جميع القبائل مطالبة بالتراث ومنادية بالثارات، فما خمدت حربُ البسوس حتى التهبت حربُ داحس والغبراء، ولأْيًا ما حاول سادتُهم وضعَ أوزار الحرب، فكانوا إذا نجحوا زمنًا خابوا أزمانًا، كما وصف زهير في قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015