كان بعضُ الصحابة وبعض التابعين يشبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يعد بعد التابعين أحدٌ يشبهه. وسبب ذلك أن أصحاب رسول الله الذين كانوا يرون شبيهَه في بعض الذوات قد انقرضوا في عصر التابعين فلم يبق مَنْ تلوح له ملامحُ ذات رسول الله في بعض الذين يشبهونه؛ لأن الشبه يحصل من مجموع صفاتٍ لا يتفطَّن لها إلا مَنْ يعرف المشبَّهَ به الموصوفَ بها. وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إن إبراهيم الخليل - عليه السلام - هو شبيهُه من الأنبياء المتقدمين. (?)
وأما الذين يشبهون رسولَ الله من أمته فتسعةُ عشر أو عشرون وهم: ابنته فاطمة وابنه إبراهيم وجعفر بن أبي طالب - وقال له رسول الله: "أشبهت خَلْقِي وخُلُقي" (?) -، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب أخو رسول الله من الرضاعة، وعثمان بن عفان، وقثم بن العباس، والحسن بن علي يشبه رسول الله في نصفه الأعلى، كان أبو بكر يلاطفه وهو صغير يقول له: "بأَبِي شبيهٌ بالنبي، ليس شبيه بعلي"، (?) والحسين يشبهه في نصفه الأسفل. وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وعون بن جعفر بن أبي طالب، ومحمد بن عقيل بن أبي طالب، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، وعبد الله بن الحارث بن نوفل الملقب بَبَّة، ومسلم بن معتب ابن أبي لهب، وعجير بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب، وكابس بن ربيعة، والسائب بن