وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} [العلق: 1 - 5]، فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبر بذلك خديجة، وسمع جبريل يناديه من السماء: "يا محمد أنت رسول الله"، ورآه بين السماء والأرض، فأخبر خديجة بذلك. فذهبت خديجة به إلى ابن عم لها اسمه ورقة بن نوفل بن أسد - وكان قد تنصر وقرأ التوراة والإنجيل - فأخبرته بما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له ورقة: "هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جَذَعٌ إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله: "أومخرجي هم؟ " قال: نعم، لم يأت رجلٌ بمثل ما جئت به إلا عُوديَ، وإن يدركني يومُك أنصرْك نصرًا مؤزَّرا". (?) ثم لم ينشب ورقة أن توفّيَ، ومكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدةً يوحى إليه، ولم يُؤمر بدعوة الناس حتى نزل عليه قولُه تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2)} [المدثر: 1 - 2] إلى آخر السورة، فدعا الناسَ إلى الإسلام.

وفي الترمذي عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث يوم الاثنين، وضعفه. (?) فكان يدعو الناسَ إلى الإسلام، فتنكر له المشركون وامتعضوا من ظهور الإسلام. وكان الذين أسلموا وهم زهاء أربعين رجلًا إذا صلوا استخفوا بصلاتهم. وصاروا يأوون إلى دار الأرقم بن عبد مناف المخزومي، وهو المعروف بالأرقم ابن أبي الأرقم، توقيًا من تعرض قريش لهم بالأذى، وبقوا ذلك ثلاث سنين. فلما نزل قوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015