تعرض عليه الثدي الآخر فيأباه، كأنه قد أشعر - عليه السلام - أن معه شريكًا في لبانها". (?)

فكان مفطورًا على العدل، مجبولًا على جميل المشاركة والفضل. وأرجعته مرضعته إلى أمه وهو ابن خمس سنين وشهر، ولما بلغ ست سنين توفيت أمه، ولما بلغ ثمان سنين وكسرًا توفي عبد المطلب فكفله عمه أبو طالب. وقد يَفَعَ عليه الصلاة والسلام على أجمل الصفات، كان لا يشبه خُلقُه خلقَ الصبيان. فمن ذلك أنه كان إذا قرب إليه مع الصبيان تصبيحهم، وهو طعام الصباح، اختلس بقية الصبيان منه، ويكف هو. (?) وعن أم أيمن حاضنته أنها قالت: "ما رأيته يشكو جوعًا ولا عطشًا، لا صغيرًا ولا كبيرًا، وكان يكثر أن ينام ليلته دون أن يتعشى". (?)

وكذلك شأنه حين يشب، وحسبنا حكاية لحاله هذه كلمتان: إحداهما ما رواه أبو الفضل في الشفاء، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما هممت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015