على أيدي السريان في مدة بختنصر (?) ثم أيدي الرومان في زمن طيطس، (?) حتى استبيحت بيضتُهم وزالت جامعتُهم إلى اليوم.
والمُرادُ بالعدو المعادي، أي المخالف الْحَنِق، وهو هنا عدوُّ الدين، بقرينة مقابلته بمجموع الأمة الإسلامية. وقوله: "من سوى أنسهم"، أي من غير قومهم؛ لأن الأنفس في مثل هذا المقام يُراد به الصميم. والقوم: المراد هنا القومية الدينية لا القبيلية، (?) فيجوز أن لا يكون هذا الوصفُ لقوله: "عدوًّا" وصفًا كاشفًا؛ إذ العدو لا يكون إلا من غير القوم، أي عدوًّا من غير المسلمين. وحينئذ فليس فيه ما يقتضي أن يسلط على المسلمين عدوًّا منهم يستاصلهم.
ويجوز أن يكون وصفًا مقيِّدا لقوله عدوًّا معاديًا من أنفسهم، فيكون المعنى على تأويل: عدوًّا لبقيتهم أي فريق من المسلمين يكون عدوًّا لبقيتهم. فيكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا الله دعوةً لاحظَ فيها حقَّ الأدب مع الله؛ لأن سنة الله في خلقه أن لا تسلم أمةٌ من عدو يناوئها. فسأل الله أن يسلمها من عدو شديد العداوة يستأصلها ويهينها؛