فدخلت النصيحةُ في معنى التواصي بالحق؛ قال الفخر: "إن الله حكم بالخسار على جميع الناس إلا مَنْ كان آتيًا بهذه الأشياء الأربعة، وهي الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر. [فدل ذلك على أن النجاة معلقة بمجموع هذه الأمور، وإنه كما يلزم] المكلف تحصيلُ ما يخص نفسه، فكذلك يلزمه في غيره أمورٌ منها الدعاء إلى الدين والنصيحة"، (?) فأشار إلى النصيحة مما يشمله التواصي بالحق.

وفي الصحيح عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: "بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة، فشرط عليَّ - وفي رواية: فلقَّنني - "والنصح لكل مسلم"". (?) ومساق كلامه يدل على أن هذا العطف هو لفظ النبي - صلى الله عليه وسلم -. والتعبير "فلقنني" يدل على أنه جعل الكلام النبوي الشريف إكمالًا لكلام جابر - رضي الله عنه -، فصار ذلك تكملة لمعنى البيعة على الإسلام. (?) وجابر بايع في حين إسلامه، وهو معدودٌ من أهل العقبة الأولى عند بزوغ فجر الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015