عليه، وهو الذي لا يتحول إلا متى تحولت الأمة كلها. (?) والحكيم قديرٌ على أن يشرح هذا في دروس، أو مقالات فائضة يتبع بعضُها بعضًا.
نبَّه الله تعالى على أن فائدة المتعلم من علمه أمران مهمان:
أحدهما: تفقهه في نفسه الذي يرفع عنه رجسَ الجهالة، ويذيقه حلاوة الإدراك، ويخفف همه، ويعمر وقته، ويجيد عمله.
وثانيها: وهي الغاية العامة والمصلحة الشاملة، إنذارُ قومه وأمته الداخل تحت عموم قوله تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} [العصر: 3]، وقول رسوله: "الدين النصيحة". [قلنا: لِمَنْ؟ قال: ] "لله، [ولكتابه]، ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". (?)
إنذارُ القوم هو أن يبلغ لهم أمانة الله تعالى مما علمه على ما هو معتقد غير مداهن في ذلك، لاستجلاب بشاشة الكبراء، أو قضاء مألوف العامة. بل الذي أوجبه الله تعالى أن ينذرهم بما علمه على ما اعتقده سواء أَرْضَى الأمةَ أم أسخطها، متذكرًا في ذلك قولَ رسوله الأمين في خطبة حجة الوداع: "ألا هل بلغت! اللهم فاشهد"، يكررها المرات. (?)